Monday, January 19, 2015

كارين آرمسترونغ - محمد، محاولة غربية لفهم الاسلام


محمد صلى الله عليه و سلم، محاولة غربية لفهم الاسلام 

كتاب جدير بالقراءة لما فيه من محاولة انصاف لنبينا محمد صلى الله عليه و سلم وللاسلام 

في خضم هذه الهجمة الشرسة على الاسلام التي امتدت قرونا منذ تشكلها في القرن الثامين الميلادي ثم اشتدادها على يد الصليبيين

من ثم تطورت على يد الجماعات التبشيرية النصرانية في القرون الاخيرة والتي يعتبر القس الامريكي صاومويل زويمر عرابها ومحركها

وقد احيا البابا بيندكس في محاضرته الشهيرة والتي اساء فيها لنبينا عليه الصلاة و السلام وعلى جميع الانبياء حربا صليبية فكرية

انتفض لها العالم الاسلامي دولا و حكومة و شعوبا وفي طليعتهم قادة الاجتهاد و الفكر و الثقافة صدا لهذه الهجمة الصليبية 

امضت مؤلفة الكتاب كارين آرمسترونغ الرومانية سبع سنوات راهبة كاثوليكية ثم درست الادب الانجليزي في جامعة لندن 

انصرفت للتدريس ست سنوات في احدى مدارس البنات، ث بعد ذلك عملت مذيعة 

انصرفت بعد حصولها على الدكتوراه في بحثها ؛الله و الانسان على امتداد ٤٠٠٠ سنة" للكتابة التلفزيونية 

وضعت كتابا عن حياتها "عبر البوابة الضيقة" كما الفت كتبا اخرى اهمها " محمد: محاولة غربية لفهم الاسلام "

في الفصل الاول من الكتاب تتبعت تهم الغرب المسيحي للاسلام ومواقف الساسة الغربيين منه القائمة على الجهل المطلق 

تتبعت الكاتبة تلفيقات الغرب المسيحي لتشويه الاسلام، والتي صورت للمسيحيين نبي الاسلام حاشاه صلى الله عليه و سلم ..

و تنزه عن ما نسبوه باطلا اليه بانه ساحر، دجال ومدعي اكبر و انه فاسق، وانه الهم اتباعه ان يحذو حذوه في اشباع غرائزهم 

وقالوا انه اجبر شعبه على اعتناق الدين بالسيف و ان القرآن لم يكن وحيا بل هرطقة علمه اياه الراهب سيرجيوس المنشق عن المسيحية 

قال اعداء الاسلام في ان الوصف المسيد و النبوءات عن الدجال التي وردت في كتب المسيحية تنطبق على النبي محمد عليه السلام 

ثم نشروا زورا ان محمدا قتل عندما مزقه قطيع من الخنازير، ومن هذه اللحظة تشكل التصور النمطي و تراكم عبر القرون 

كان المسيحيون يزيدون ما يستطيعون من نقائض عن الاسلام و نبي الله محمد و استمر هذا التلفيق الى اليوم 

قارنت آرمسترونغ تسامح المسلمين و تعصب الميسحيين عبر التاريخ وقدمت شواهد على كل هذا ووضحت موقف الاسلام من الشبهات 

المؤلفة في الفصل الاول من كتابها اعترفت بما اصبح عليه الاسلام من قوة يحسب حسابها مع نهاية القرن العشرين 

على عكس ما كان يروج لها الغرب من ان الاسلام خرافة والى زوال، ثبت بعد انهيار الشيوعية ان ذلك كان نبوءة زائفة 

مما يثير الدهشة ان ذر قرن التطرف الديني "الاصولية" بين اتباع اغلب اتباع الديانات الرئيسية وما رصدته المؤلفة من تسامح

تمثل في تبادل بعض المفكرين للاعجاب باديان مغايرة متجاوزين حواجز العداوة و الخوف 

"بقي دين رئيسي خارج هذه الدائرة وبقيت صورة سلبية ماثلة عنه عند الغربيين بالرغم من انه اكثر انسجاما مع تراثنا المسيحي-اليهودي ..

.. ذلكم هو الاسلام" .. كما قالت آرمسترونغ، وكتبت ايضا: " اننا نحن الغربيين نملك تاريخا طويلا من العداء للاسلام و الحقد القديم عليه ..

.. وما زال في تصاعد على جانبي الاطلسي، ونادرا ما يتردد الناس في التهجم على هذا الدين وان تكن معرفتهم له ضحلة" 

وتشير آرمسترونغ الى انه و حتى ظهور الاتحاد السوفيتي: "لم يسبق لدولة او ايدوليجيا ان شكلت تحديا مستمرا للغرب مثل الاسلام ..

.. حتى القرن ال ١٨، كانت نتائج الحروب الصليبية على الاسلام انها لم تفشل فحسب، بل احضرت الاسلام الى عتبة اوروبا على يد العثمانيين"

عادت الى ما آثاره انتشار الاسلام منذ بدئه من خوف لدى المسيحيين عندما شكل الاسلام قوة عالمية عظمى 

ادخلت القبائل البربرية التي كانت تجتاح اوروبا ثقافتها في بركة آسنة، حتى بعد نهوض اوروبا، كان خوفها افقدها القدرة على العقلانية ..

.. تجاه الاسلام، وبسبب هذا الخوف نسجوا صورا مخيفة عن الاسلام واصبح اسم محمد بعبعا للناس تستخدمه الامهات لاخافة اطفالهم 

كانت المسرحيات الصامتة تصور محمدا على انه عود للحضارة الغربيةو اصبحت هذه الصورة احدى المثل المتوارثة في اوروبا الى الان 

من اطوار تشكل العداوة للاسلام طور ظهر في اسبانيا مطلع القرن التاسع الميلادي حين جاهر الراهب الاسباني بيرفكتوس بذم النبي 

وقد شجب اسقف قرطبة هذا الفعل منه ومن امثاله، وتكرر من بيرفكتوس ومن غيره في ظل دولة يحكمها الاسلام في قرطبة 

تردد القاضي بالحكم بقتله ولم يصدره عليه وعلى ٥٠ آخرين على فترات متباعدة الا بعد ان تمادى و تمادوا في الذم 

واصبح ذم النبي جريمة عقوبتها القتل، وقد اعتبرهم المسيحييون بعد قتلهم قديسين من جنود الله 

ومع بداية القرنين ال ١٠ و ١١، استعادت اوروبا الصورة السابقة عن الاسلام و نبيه، وتشحن اتباعها ضد الاسلام و اتباعه 

 وبدأت الممالك و الامارات الاسلامية في اوروبا تتلقى ضربات الغرب المسيحي، عام ١٠٦١ م في جنوب ايطاليا ، وعام ١٠٨٥ في طليطلة

في بداية القرن ١١، بدأت اولى الحروب الصليبية وزادت ادبياتها في الصورة النمطية عن المسلمين 

ادعت الحروب الصليبية ان المسلمين عبدة اوثان يسجدون امام ثالوث من الالهة : ابولو - تيرفاغانت و محمد 

عندما استولى الصليبيون على القدس عام ١٠٩٧، ذبحوا سكانها المسلمين باعصاب باردة، وكان وصفهم للمسلمين بالقذرين 

ترسخ مع الغزو الصليبي في اذهان المسيحيين اسطورة "محمد العدو"

في القرن ١٢، صمت اوروبا آذانها عن طلائع الصورة الايجابية التي قدمها بطرس المبجل رئيس دور كلوني و المؤرخ اوتوفريزنغ ..

.. ووليام مالمسبري عن المسلمين، فالعرب و الاتراك يعبدون الله الخالق و يبجلون محمد لا كإله لهم، بل كنبي

فرضت المؤسسة المسيحية سياسة التمييز العنصري ضد المسلمين و اليهود، وتم حظر اي اعمال في منازل المسلمين او التجارة معهم  

اضاف البابا غريغوري بان يلبس المسلمون واليهود ممن يعيشون تحت الحكم المسيحي لباسا متميزا

وتم منع المسلمين من الخروج اثناء الاحتفالات المسيحية و الاشغال في الوظائف الحكومية او رفع الاذان للصلاة لانه يؤذي المسيحيين

تواصل العداء في الغرب عند لويس التاسع الذي قاد حملتين صليبيتين على العالم الاسلامي مطلع القرن ١٣ ميلادي 

مرة اخرى تصم اوروبا آذانها عما كتبه ريكولدو دامونتي كروس ان موقف المسيحيين من المسلمين يبعث على الخجل

اعلن البابا كلمنت الخامس اوائل القرن ١٤ ان الوجود الاسلامي على التراب المسيحي اهانة لله، وبدأ المسيحيون يزيلون هذه الفاحشة 

في آخر القرن ال ١٥، استولى فيردناند و ايزابيلا على اخر معاقل المسلمين في اسبانيا وسقطت غرناطة 

نشطت بعدها محاكم التفتيش ل ٣٠٠ سنة لتنظيف اسبانيا من المسلمين قتلا و حرقا و ابعادا 

وقد عزز فشل الحروب الصليبية و دحرها من بيت المقدس و الشام تنشيط تيار جديد من المسيحيين يدعو لايجاد طريقة جديدة ..

.. للتعاطي مع التهديد الاسلامي لان هذا الخطر كما يشير جون سغوفيا لن ينهزم بادا بالحرب او بالنشاط التبشيري التقليدي 

فاقترح جون فكرة مؤتمر دولي يتبادل فيه المسيحيون و المسلمون الافكار، وصم المسيحيون آذانهم عن هذا 

ولم تتوفر في اوروبا حتى القرن ١٦ المصادر التي تعين بعض المفكرين المسيحين للكتابة الموضوعية عن الاسلام 

قالت آرمسترونغ: "انه من الخطأ ان نتصور الاسلام دين عنف او تعصب كما يقول البعض" 

وترضد آرمسترونغ ان النزعة الاصولية ظهرت بين الكثير من اتباع الديانات و الافكار، فهناك اصولوية هندية، وبوذية ومسيحية 

 قال جيري فالويل: "من الخطأ ان ننظر للمتطرفين المسلمين على انهم الصورة النموذجية لدينهم

واضافت: "لقد ساهم الاعلام الغربي في تكبير كل سلبية عن المسلمين وحجب الايجابيات عند المسلمين" الصحافة تحرك التعصب التقليدي القديم

وفي احد فصول كتابها تضرب آرمسترونغ الامثال لما عند الغرب من تصورات خاطئة يلصقها بالاسلام، وتدافع فيه عن موقف الاسلام 

قالت: "هو دين لديه اشياء كثيرة هامة يعلمنا اياها. الاسلام يشكل تراثا باستطاعته التحدث الي ..

.. بهرت بما يكنه الصوفيون للاديان الاخرى، وهي ميزة لم اقابلها في المسيحية بكل تاكيد"

بعد محاولة ريكولدو دامونتي، لم يظهر كتاب فيه شيء من الموضوعية عن الاسلام الا في نهاية القرن ١٧، في بداية عصر التنوير في اوروبا 

كتب بارتلمي ديربلوت كتابا بعنوان "البيبلوغرافيا الشرقية" ولاول مرة يقدم للغرب المسيحي معلومات عن الاسلام مستقاة من مصادر عدة 

كان هذا الكتاب نقطة في بحر من الكتب في هذا القرن التي تعتمد على الصورة النمطية الكاذبة الملفقة عن الاسلام 

كتب المستشرق الانجليزي "همفري بريدو" كتابا بعنوان "محمد الطبيعة الحقيقية للدجل" 

في هذا المناخ العدائي، كان طبيعيا ان ينزعج المسيحيون في القرن ال ١٨ من كتاب سيمون اوكلي بعنوان "تاريخ العرب و المسلمين" 

في كتابه قدم الجهاد عند المسلمين من وجهة نظر الاسلام رغم انه لم يتخلى في كتابه عن الموروث السلبي عند المسيحيين عن الاسلام 

في منتصف القرن ١٨، ظهر اول كتاب يدافع عن الاسلام في المكتبة المسيحية الف فرانسوا فولتير بعنوان "طبائع الامم و روحها" 

دافع فيه عن النبي محمد كمفكر سياسي عميق و مؤسس دين عقلاني حكيم 

استنتج في كتابه ان نظام الحكم الاسلامي كان اكثر تسامحا من التراث المسيحي ، ولكنه لم يخلوا من التلفيق ضد الاسلام 

وتعرض المستشرق الهولندي يوعان يعقوب الى ملاحقة مسعورة بسبب كتابه لانه ابرز المقدس في حياة محمد و خلق الاسلام 

في نهاية القرن ١٨ امتدح المؤرخ ادوارد جيبون في كتابه "انحطاط و سقوط الامبراطورية الرومانية" الوحدانية النبيلة في الاسلام 

بين ان المغامرة الاسلامية كانت تستحق مكانة في تاريخ الحضارة العالمية، ولكنه رفض اعتبار ان القرآن وحيا من الله 

حتى توماس كاريل في القرن ١٩ في دفاعه عن النبي محمد في كتابه الابطال رآه متدينا ولكنه تابع جيبون في رأيه في القرآن 

حتى يتحقق اختراق جدار المسلمين الصلب والذي استعصى على كل خطط المسيحين عسكريا و فكريا، كان على نابليون ..

وهو يزحف لاحتلال مصر ان يخاطب سكان الاسكندرية بزعم جديد في التفكير المسيحي - نحن المسلمون الحقيقيون 

امتدح نابليون امام علماء الازهر محمدا مما خفف من عداوة الناس له، وبقيت الطبقة المثقفة الفرنسية على موروثها الظالم عن الاسلام 

قال شاتوبريان المعاصر لنابليون: "ان الاسلام عثيدة عدوة للحضارة مواتية منهجيا للجهل و الطغيان و العبودية ..

.. الاسلام ليس مثيلا للمسيحية، فهو لا يدعو الى كراهية الظالم ولا الى حب الحرية" 

وتابع الفرنسي آرنست رينان تكرار الموروث الظالم عندما توصل الى ان اليهود و العرب تركيبة سفلى من الطبيعة البشرية

تميز القرن ال ١٩ بخضوع العالم الاسلامي لشتى اشكال الاستعمار الاوروبي على خلفية هذا الموروث الفكري الجائر 

 عندما دخل الجنوال اللنبي دمشق محتلا اعلن ان الحملات الصليبية قد اكتملت 

ولما وقف عند قبر صلاح الدين الايوبي صاح: "هاقد عدنا يا صلاح الدين، زعم المستعمرون انهم كانوا يجلبون التقدم و التنوير 

اظهر المستعمرون حقدهم الدفين على الاسلام فقال اللورد كرومر في مصر ردا على محاولات محمد عبده الاصلاحية ..

.. "ان الاسلام ليس في وسعه ان يصلح نفسه و ان العرب غير قادرين على اصلاح مجتمعهم"

توصلت آرمسترونغ الى ان المسلمين في البدء ما كانوا يعرفون تفاصيل الموروث المسيحي عن الاسلام و المسلمين 

لما احتكوا بالغرب المسيحي من خلال الاستعمار اعجبوا بنوعية واسلوب الحياة الغربية الذي بدا لهم انه يقدس مثلا كثيرة 

ولكن في السنوات ال ٥٠ الاخيرة خسر الغرب هذا الاتجاه عندما بدأ العالم الاسلامي يكتشف تدريجيا عداوة الغرب و حقده على النبي محمد

قالت: " اننا في الغرب ننتج باستمرار انماطا جديدة كي نعبر عن كراهيتنا المتأصلة في نفوسنا تجاه الاسلام"

حتى في القرن العشرين، ما زال الموروث الجائر عن الاسلام حجر الزاوية في احكام اكثرية المثقفين الغربيين عليه 

مثلا يرى فاس ولدون وهو يناقش ردود فعل المسلمين على اساءات سلمان رشدي ان القران ليس اداة للفكر بل اداة كبح للتفكير 

في المقابل ولد في القرن ال ٢٠ بين المثقفين المسيحيين كثيرون ممن تمردوا على الموروث المسيحي عن الاسلام 

بل وحاولوا توسيع فهم الغرب للاسلام من امثال لويس ماسينيون و جيب هنري و مارشال هودغسون وولفريد سميث 

سار هؤلاء على خطى بطرس المبجل و استخدموا المعرفة لدحض التعصب الذي كان في عصرهم 

قال ولفريد سميث: "ان القسم المسلم من مجتمع بشري لا يمكنه ان يزدهر الا اذا كان الاسلام قويا وحيويا و نقيا و مبدعا و سليما" 

خخصت آرمسترونغ الفصل الثاني من كتابها بعنوان "محمد رجل الله" ضمن تفصيل سيرته صلى الله عليه و سلم الذاتية 

اعتمدت على كتب السير الاولى للمسلمين مثل ابن اسحاق، ابن سعد، الطبري والواقدي

اكتسحب في فصول كتابها كل مافي الموروث المسيحي من تلفيق عن حياته و رسالته بادئة بالبيئة التي ولد فيها صلى الله عليه وسلم

كتبت عن محيط سكان مكة الوثني و ظهور قلة المتحنفين الموحدين واحوال قريش و نجاحاتها التجارية 

تناولت آرمسترونغ بشرية محمد، فهو رقيق رحيم لطيف يغضب و يضحك. قالت: "لو كان باستطاعتنا ان ننظر الى محمد ..

.. مثل ما ننظر الى شخصية تاريخية هامة، فاننا بالتكأكيد سنعتبره بكل تأكيد واحد من اعظم العباقرة الذين عرفهم العالم 

تناولت آرمسترونغ في كتابها عن الجاهلية، وطفولة النبي و ارهاصات النبوة ونزول الوحي ومقاومة صناديد قريش لنبوته 

تناولت ايضا في كتابها دهوة النبي لقبائل مكة و الطائف وحزنه على وفاة عمة وهجرته الى المدينة 

تحدثت في كتابها ايضا عن زواج النبي من عائشة ام المؤمنين و الاقاويل التي اتسمت بالتجني و البذاءة و الحقد الدفين 

وتحدثت في كتابها بموضوعية عن مقاومة اليهود للنبي و الاسلام رغم المعاهدة التي بينهما 

قالت آرمسترونغ: "يصعب علينا نحن الغربيين مناقشة علاقة محمد مع اليهود لانها تبرز اشباحا كثيرة مخجلة من ماضينا" 

اضافت: "لم تكن لدى محمد رغبة في جعل المدينة خالية من اليهود، كان صراعه مع بني قينقاع سياسيا محضا .. 

.. لم ينتقل محمد لعشائر يهودية في المدينة بقت وفية للمعاهدة وعاشوا مع المسلمين في سلام ولم يجلهم من المدينة الا بعد محاولتهم قتله" 

ردت آرمسترونغ تهم وشبهات ان الاسلام دين السيف يقدس العنف و عدم التسامح، وهذه تشويه للحقائق 

قالت ان الفترة التي بعث فيها كانت فترة فوضى و تردد ولا يمكن تحقيق السلام فيها الا بالسيف 

اشارت ايضا: "كثيرا ما يشير القران الى ان الحرب مقيتة وانه ينبغي على المسلمين ان لا يبدأوا بالعداوة ..

.. ان الحرب الوحيدة العادلة هي حرب الدفاع عن النفس، ان لفظة الاسلام تعني السلام و المصالحة"

كما تناولت بروح التفهم قضية تعدد الزوجات في السلام و انه ليس لتحسين الحياة الجنسية لدى الرجال بل جزء من تشريع اجتماعي 

كان التعدد حلا لمشاكل ارامل قتل ازواجهم في المعارك وكن بحاجة الى رجل يحميهن، ومن شروطها طبعا هي العدل 

تحدثت آرمسترونغ عن الحجاب وكيف ان المراد منه ليس الحط من قدر النساء بل دلالة على مركزهن الرفيع في الاسلام 

زوجات الصليبيين اخذن الحجاب آملات ان يلقين معاملة افضل بعد ان رأين الاحترام الذي حظيت به النساء المسلمات 

قالت: "اننا في الغرب ندعوا الى مساواة النساء و تحريرهن وفي الوقت نفسه نحط من قدرهن في الاعلانات و الافلام الاباحية" 

من اجمل ما كتبت آرمسترونغ: "كان عبقريا و الاسلام دينا عمليا وواقعيا، الذكاء البشري والوعي الالهي يعملان بانسجام جنبا الى جنب"

تولدت لدى الغرب عبر القرون الى اعتبار محمد شخصية صارمة، محاربا شرسا و سياسيا صلبا 

ولكن في الحقيقة كان رجلا ذا مشاعر تفيض بالرقة و الطيبة، احب حتى الحيوانات، لوم يكن ليزعج قطة اذا وجدها نائمة على عباءته 

لقد نمى المسلمون من خلال الاقتداء بمحمد هذا الحس العميق بالاخوة و التضامن 

لقد استمرت المثل العليا التي الهمت محمد و الخلفاء الراشدين من بعده في ان تكون قوة كبيرة في المجتمع الاسلامي .. انتهى ..

اكثروا من الصلاة و السلام على النبي محمد صلى الله عليه و سلم .. 

Friday, January 2, 2015

رحلات محرمة - الرحالة جون توماس كين


ولد الرحالة جون توماس كين في يوركشاير في انجلترا عام ١٨٥٤، كان والده قسيسا عمل في مجال التبشر 

عمل كين بحارا مند ان كان في ال ١٢ من عمره وقضى فيها ١٧ عاما، عندما وصل الى جدة، كان كين قد جاب البحار السبعة 

عمل كين في عدة مجالات، التجارة البحرية، التاليف، عمل مراسلا حربيا في الصين، ورجل سكة حديد في الهند و احيانا عمل مزارعا

توجه الى اسطنبول عام ١٨٧٧ و عمل فيها جنديا في الجيش العثماني، وفي نفس العام توجه الى الاسكندرية 

اتيحت له فرصة زيارة مكة و المدينة واداء الحج، كان مستعدا لما اكتسبه من خبرة في التعامل مع المسلمين بسبب عمله في السفن 

جاءت الرحلة بعد ان تطورت السفن البخارية في اوروبا وبعد فته قناة السويس مما سهل الوصول الى ميناء جدة 

وزاد اهتمام بريطانيا، التي كانت تستعمر الهند آنذاك، بالحجاز بسبب حج مواطنيها و حرصا على تأمين الخطوط البحرية 

انتحل كين صفة رجل مسلم يدعى الحاج محمد امين، ومتسلحا بخبرته في البحار و عادات المسلمين، سافر الى الحجاز وهو في سن ال ٢٣

عندما وصل الى جدة، لاحظ كين سوء معاملة السلطات التركية التي كانت تفرض جمارك على كل حاج و بدون اي سبب 

لم يتكلم كين كثيرا عن جدة ولكنه وصفها بمدينة متعددة اللغات، سجل كين اسمه في القنصلية البريطانية 

حاولت القنصلية ثنيه عن الذهاب في رحلة الحج الا انه اصر على الذهاب 

اغتسل كين و لبس الاحرام وخرج الى مكة في قافلة امير من ٥٠ رجلا و ١٣ جملا خرجت القافلة من بوابة جدة الشرقية 

واجه كين و زميله مشكلة في الاستقرار في الشقدف مما اغضب الجمال الا انهم استرضوه ببعض المال 

قال كين انه لم يواجه صعوبات في البحار بقدر ما واجه صعوبة في تحمل الشدقف، توقفت القافلة في منتصف الطريق 

كانت القرية، حدة، فيها اكواخ للبدو و ماؤها مالح، لم يستطع كين النوم تلك الليلة بسبب تلبية الحجاج، و تحركت القافلة بعد الغروب 

وصل كين في اليوم التالي الى مكة، كانت الرحلة شاقة جدا و الطرق وعرة، كلما اقترب من وسط المدينة، كانت الطرق ضيقة و متسخة 

نزل كين في منزل على بعد اقدام من الحرم، كان يرى الحرم من نافذته، رغم التعب و الارهاق، تعجل كين في اداء العمرة  

حلق كين رأسه بعد العمرة و خفف شاربه و هذب لحيته و كان مسرورا بذلك و بعدها خلد الى نوم عميق حتى انه لم يستيقظ للفجر

اذهله التنوع العرقي و الطائفي في مكة ولم يجد له شبيه حتى في لندن، كانت غرفة كين مطله على الحرم و كان يؤدي الصلوات من غرفته 

كان كين حريصا على ان يظهر كثيرا في الخارج الا للضرورة لتجنب المواقف المحرجة 

قال كين: سمعت ان الحجاج يأتون للحج للتجارة، وهذا غير صحيح، هم مسلمون حقا جاؤا ليغسلوا ذنوبهم مؤمنين بالله

تحدث عن سلام صدور المسلمين وهم يصدقون كل ما يقال لهم حتى و ان كان كذبا 

وكان على كين ان يدق انه مسلم لانه لا مجال للتراجع لانه معروف في مكة انه مسلم، وبدأ كين يصدق هذه الكذبة 

عاش في مكة يفعل ما يفعله الحاج، يذهب للسوق لشراء حاجياته، و اصبح كين يتجول وحيدا داخل الحرم و مكة 

قال عن المسلمين: لا ينبغى للغالم الغربي ان يتخوف منهم، لم تبق للمسلمين وحدة بينهم تمكنهم من تنظيم شيء مرعب مثل الجهاد

كانت المتعة الوحيدة هى تدخين السجائر و تبادل القصص مه زملائه في غرفهم، ذات ليله سمع عن سيدة انجليزية في مكة اسمها زهرة

رتب معها لقائا و كان اول حديث متحفظا و التقاها مرة ثانية في الحرم ورافقها الى منزلها وفيها تبادلا الحديث بارتياح بلغتهما 

كان مسرورا ان رأى وجها انجليزيا كوجهه و عرف انها كانت في مكة ١٨٥٨ و امتنعت عن مصافحته عندما ودعته 

لفت نظره سعة صدر المكيين و ما تتمتع به المراة من حرية، كان النسوة يؤدون الصلاة مع الرجال دون حواجز عكس بعض المساجد

غادر الامير لى بيت المقدس و بقي كين مع بعض حاشية الامير، خلال تجواله في مكة، صادف اطفالا يلعبون في الشارع فوقف يتفرج 

صرخ احد الاطفال وهو يشير اليه، انظروا الى المسيحي، نهض المارة و اتجهوا تجاهه و كان وضع كين في خطر 

طالبه المارة ان يثبت انه مسلم، فما كان منه الا ان ضربهم، صرخ المارة عليه اقتلوا المسيحي و قاموا بقذفه بالحجارة 

احتمى كين بحارس تركي في المكان ولم ينقذه الا تاجر سبق ان تعرف عليه عندما كان يعقد صفقة مع الامير 

اعتذر له التاجر عن ما بدر من الصبيه وفرق الحارس التركي الجموع و رافقوه الى منزله 

عندما عاد الامير من رحلته لبيت المقدس، رافق كين الى المدرسة حيث يلعب الاطفال، وكل من تعرض لكين تلقى عقابا قاسيا من مدير المدرسة

قدم الرحالة وصفا دقيقا للحرم، مما جاء فيه نخلات من البرونز تعلق عليها الفوانيس و عددها ٢٨٦٠ فانوسا 

تحدث ايضا عن آثار قدمي ابراهيم عليه السلام على الحجر عندما كان يبني الكعبة، ولا يراها الا من يدفع مبلغا كبيرا 

وصف كين باب الكعبة الفضي وحلقات ثوب الكعبة و الحجر الاسود و الميزاب، يمنع الناس من النوم في الحرم ليلا 

انزعج الرحالة من طلبات البقشيش، اكثرية الشحاتين من الهنود ثم الاتراك ثم الفرس، ولكن لا يوجد شحاتين من الملايو 

قبيل صعود عرفة بيومين يغيير لباس الكعبة ويبلغ زحام مكة حدا لا يجد فيه المرء مكانا للوقوف في الشارع 

كانت نسبة الاتراك في ذلك الحج قليلة، ٦٪، بسبب الحرب مع روسيا، العرب ١٥٪، الهنود ٢٠٪، الافارقة ١٠٪، الفرس ١٠٪ .. الخ

لاحظ كين ان الاتراك غير محبوبين ليس بين العرب فحسب، بل بين المسلمين الاخرين بسبب تشبت الاتراك بلبسهم الغربي 

لاحظ كين ان المكيين اذكياء لانهم يتعلمون اللغات بمجرد سماعها ومعظمهم حرفيون مهرة 

تحدث كين عن الحيوانات في الحجاز فقال ان الحمير الجيدة التي تقطع بين جدة ومكة في يوم و نصف  تباع ب ٣٠ جنيها 

كانت السرقة في مكة قليلة و خلاعة النساء لا وجود لها و كذلك المسكرات، وعندما القي القبض على احد تجار المسكرات، كاد يفقد حياته

لم يسمع عن وباء كبير اجتاح مكة ربما نظرا لجفافها و نقاء جوها 

يوم عرفة صادف يوم جمعة، و تحرك اكثر من ٢٠٠ الف حاج من مكة، و تركوا مكة خالية من الرجال 

كان المكان فوضى و كانت الجمال تقف لساعتين في الطريق من شدة الزحام و كانت الشقادف تتحطكم عندما تحتك الجمال مع بعضها 

بعد ساعات، استطاع كين الخروج من مكة للطريق الواسع واستطاع ان يصل الى منى في الثالثة بعد الظهر و قضى فيها الليلة 

وصف كين موكب شريف مكة وهو يمر من امام نافذة غرفته في منى و الحرس يتدافعون لسد الطرقات و اجبار الواقفين على التراجع 

ثم جاء رتل من الجمال تحمل اغطية مذهبة، ومن بعدهم ١٢ حصانا بشرائط ذهبية و فضية، ثم جاء الشريف بعدهم على حصان جميل 

في مؤخرة الموكب اقارب الشريف وفي ذيل الموكب بقية الرسميين راكبين و راجلين 

شعر كين براحة لانه سيحمل لقب حاج، ومن المصادفة ان منزله في منى كانت تنزل فيه السيدة الانجليزية زهرة 

تحرك الموكب في اليوم الثاني الى عرفات و ترجل كين من جمله وقرر السير، كانت المسافة ١١ ميلا و شاهد في جنبات الطرق حيوانات نافقة

كما شاهد في جنبات الطرق قبورا جديدة لحجاج كبار السن قطعوا آلاف الاميال ليموتو قبل تحقيق لقب حاج 

نصب كين خيمته على بعد ميل من جبل الرحمة و توجه الى الجبل، كان المنظر جميلا، آلاف من الرؤوس السوداء و الملابس البيضاء 

كان الزحام شديدا عند الجبل و عندما انحدرت الشمس الى المغيب، بدأ زحام الهابطين من الجبل ووجد كين صعوبة في العودة لخيمته 

بدأت جمال قافلته في التحميل استعدادا للنفرة الى مزدلفة وفيها جمع الجمرات و منها الى منى ومنها مباشرة الى مكة على ظهر حمار

كانت شوارع مكة خالية وقام بالطواف ثم السعي على ظهر حمار وهو مسموح به للضعفاء، وفرح كين عندما تخلص من الاحرام 

عاد بعد ايام التشريق الى مكة، وذهب الى السوق لشراء بعض حاجياته وفيها التقى احد سكان الملايو ممن يتقنون الانجليزية 

حذره الرجل من ان يكون انجليزيا متخفيا مدعيا الاسلام ليكتب عن مغامرته عن رحلته لمكة و المدينة، ولكن كين نفى ذلك 

في ذلك اليوم، فتح باب الكعبة، وكانت مكة مزدحمة و استطاع كين ان يشق طريقه الى الكعبة و ان يدخل داخلها 

كان جوف الكعبة حارا و خانقا والقى نظرة داخلها، كل ما استطاع رؤيته في الظلام هو ستائر معلقة في الجدار الداخلي 

كانت هناك ثلاثة اعمدة تحمل سقف الكعبة بينها علقت فوانيس اضاءة، وكان هناك يوم مخصص للنساء لدخول الكعبة 

التقى كين مرة اخرى بزهرة الانجليزية في الحرم  وذهب الى منزلها وشكت له من اعتلال صحتها لاول مرة منذ ٢٠ عاما 

كانت زهرة تبكي و تنفس عن نفسها، وحتى تثق به افصح عن نفسه و عن حقيقته كمسيحي متخفي للحج و العمرة ليكتب عنها 

افصحت عن اسمها و قالت ان اسمها ماكنتوش و انها كانت مع والدها الطبيب في لنكاو، و اخذت من قبل الثوار ضد الانجليز

من اخذها اتى بها الى مكة حيث توفي بعد ثمان سنوات و تركها فقيرة معدمة، لكنها تبيع في السوق و تترجم الرسائل الانجليزية 

ودعها كين على امل ان يلتقي بها في موعد آخر 

كان كين يفكر في الذهاب الى جدة عندما هبت عاصفة مطرية اغرقت الشوارع و الدكاكين و دخلت المياه الى الحرم و اغرقت الكعبة 

رغم غرق الحرم، الا ان الطواف سباحة لم ينقطع 

انتشرت الكوليرا و الجدري بعد انحسار المطر ولاحظ كين ان الاصحاء لا يتجنبون المصابين بهذه الاوبئة 

بدأ موكب الامير الاستعداد للمغادرة الى المدينة المنورة، و كان هناك من يجمع المتطوعين للقتال بجانب تركيا ضد الروس 

تطوع كين وسجل اسمه ضمن المتطوعين لكن المحاولة فشلت بعد ان شكر السلطان العثماني المتطوعين معلنا انه لا يريدهم ان يموتو 

وصلت اليهم انباء ان الطريق الى المدينة غير آمن وفيه السرقات و قتل الحجاج، حاول كين ان يعتذر الا ان الامير اصر على مرافقته 

استجاب كين لطلبه الا انه اراد ان يعرف ماذا حصل لزهزة، وعرف انها عادت الى الهند و انها قررت البقاء هناك ولا تريد العودة لبريطانيا

بدأ كين يتضجر من تخفيه كمسلم و بدأ يحن للمسيحية. كانت قافلة كين المتجهة للمدينة تضم ٩٠٠ جمل و ٧٣٠ رجلا  

قال كين ان شائعة القتل و السرقة من البدو في الطريق لا صحة لها وان معظهم هذا الكلام تخيلات 

عند اقتراب القافلة لاحدى القرى ارسلوا من يشعرهم بقدومهم و توقفت القافلة للراحة و انزال الحمولة و الاكل 

ذهب افراد القافلة الى قرية البدو لشراء السمك المجفف و التمور و البطيخ و الحليب، وقبل ساعتين من غروب الشمس، آن وقت الرحيل

عندما انطلقت القافلة كانت ستمر بمنطقة اشتهرت بانتشار اللصوص، واستمع اهل القافلة لقصصهم المرعبة 

انتشر نبأ ان آخر جملين في القافلة فقدا و اختفى بهم اللصوص في الظلام، حتى ان احد الجملين كان يحمل امرأتين و طفل 

كان منظر القافلة ليلا مضاءة بالنيران التي اشعلت بين الخيام، تعرض كين لمحاولة سرقة عندما لمح فوقه سكينا في يد رجل 

شعر كين بالرعب لكنه استجمع قواه ولكمه فسقط على ظهره وهرب 

كانت القافلة تسير في مرتفعات جبلية، تعثر احد الجمال و سقط و تمزق الشقدف، تعرض الجمل لكسور ولحظ الراكبين لم يصابا باذى

اجتازت القافلة احدى الممرات وقيل لهم ان قطاع الطرق ذبحوا ٣٠٠٠ حاج من المغاربة 

سجل كين لحظت الرعب عندما نفذ الماء من القافلة قبل ان تصل لاقرب قرية. كان الحجاج يتساقطون الواحد تلو الاخر من العطش 

من سقط منهم يترك ليموت، ما زالت القافلة على بعد ١٣ ساعة قبل الوصول لاقرب بئر 

كانت المفاجأة عندما ظهرت لهم رؤوس النخيل قرب رابغ، دب النشاط في جسد الجمال عندما شمت رائحة الماء في احدى اودية رابغ 

تدافع الحجاج يرطبون اقدامهم المتورمة و يغتسلون، نصبت الخيام قرب الوادي و تناولوا اللحم و الخضار 

احصت قافلة كين خسائرها فوجدت انها خسرت ٥٢ حاجا و ٩ جمال، رئيس القافلة اعتبر هذا نصرا لانه وصل باقل الخسائر 

تعرض كين لجرح فيما كان ينظف الاواني حتى ظن انه ميت و كتب وصيته للقنصل البريطاني وراح في اغماءه 

اختلف اهل القافلة بين من يريد دفنه وبين من عارض ذلك. احضروا طبيبا من قرية قريبة ليفحصه، فاوصى بعلاجه 

لم يفق كين من الاغماءة الا بعد ان تذوق طعم الحلوى، وضعوا قطعة من البطيخ في فمه فلتهمها بسرعة 

عندما عاد كين لوعيه وجد نفسه مغطى بالدم اليابس وقد نحل جسمه. بعد يومين تحسنت صحته و تحسنت شهيته 

 كان منظر المدينة ساحرا مثل منظر اسطنبول من بحر مرمرة بسورها الابيض الجميل و مناراتها البارزة الذهبية 

انفجر الحجاج باكين و شاكرين الله لوصولهم سالمين. نزل كين في المدينة ووجد شوارعها نظيفة و مستقيمة 

شاهد كين مظاهر الثراء على سكانها البالغ عددهم ٢٠ الفا، ورغم الالم صمم كين على زيارة قبر النبي صلى الله عليه و سلم 

مكث كين في المدينة ١٠ ايام وبعدها غادرت القافلة المدينة ووصلت الى وادي فاطمة بعد ١٣ يوما 

توجه كين بعدها الى جدة و غير ملابسة و تناول الطعام في مطعم فرنسي و تعرف على فرنسيين و حكى لهم قصته 

زار القنصلية البريطانية و بدأ يحس بكراهية لقب حاج و بالحياة التي مر بها 

قطع تذكرة على احدى السفن الكبيرة المتجهة الى بومباي وكانت راسية بعيدة عن الميناء بسبب الشعب المرجانية 

شحنت معه ثلاث احصنة و عند محاولة نقلها للسفينة سقطت و غرقت و صاحبها ينظر اليها بحسرة 

استغرقت رحلة العودة ٢١ يوما و هبط كين الى الهند لابسا لبس البحارة الانجليز 

لم يشك احد تلك الليلة ان ذلك الرجل الذي اكل كثيرا من لحم الخنزير في عشائه كان مسلما متحمسا مخلصا لاسلامه … انتهى ..