Tuesday, August 18, 2015

رحلات محرمة - رحلة آرثر وافل

تلقى آرثر وافل تعليمه في ونشستر و ساندهرست و عمل في فرقة ويلز العسكرية و عمل عام ١٩٠٤ لبلاده في سويسرا و ما جاورها

استقر وافل بعد تركه للعمل في شرق افريقيا متنقلا بين بتسوانالاند و منطقة الزمبيزي

سرعان ما لبى إغزاء البلاد العربية للسفر و المغامرة و قام متنكرا بزيارة مكة المكرمة و المدينة المنورة عام ١٩٠٨ و عاد من تلك الرحلة سالما

عاد مرة اخرى الى البلدان العربية للقيام ببعض الاستكشافات منطلقا هذه المرة من الحديدة و منها الى صنعاء

احيطت حوله الشكوك في صنعاء و حوصر فيها و اعيد مرة اخرى الى الحديدة دون ان يتحقق له ما اراد

كتب عن رحلته في كتاب نشر عام ١٩١٢ و عاد بعدها الى شرق افريقيا حيث اندلعت الحرب العالمية الاولى و انتقل للخدمة العسكرية

قتل وافل في معركة في شرق افريقيا عام ١٩١٦

بعد مقدمة طويلة في كتابه الذي استعرض فيه تاريخ الجزيرة العربية و ظهور الاسلام و انتشاره فيها، شرح عن سبب اداءه للحج عام ١٩٠٨

كتب ان التخفي في هيئة حاج مفيد للمسافرين في البلدان الاسلامية، فهو اراد استكشاف الجزيرة العربية و التأقلم مع حياة العرب

اتفق وافل مع شخض من حلب يدعى عبدالواحد لمساعدته على رحلته للحج، اتخد من مسعودي مرافقا وهو خادم افريقي من ممباسا

اجتمع الثلاثة في مارسيليا في سبتمبر من عام ١٩٠٨، وكان الحج يقع في يناير من العام التالي

لم يسافر وافل الى الحج مبكرا فكان يرغب في قضاء بعض الوقت في دمشق ليقتنع بانتحال الشخصية قبل دخول البلاد المحرمة

كانت اولى العقبات هو الحصول على جواز سفر، وقد حصل عليه باعتباره مواطنا من زنجبار متجه الى مكة تحت اسم علي بن محمد

توجه الثلاثة الى جنوة في ايطاليا و منها الى الاسكندرية، و هناك تم اعتقالهم باعتبارهم مشبوهين بسبب حملهم للاسلحة

احيل امرهم للباشا حاكم الاسكندرية وكان الوقت في رمضان، وتم تفتيشهم مرة ثانية و تحمل عبدالواحد مسؤولية المخالفات

تم حجز امتعتهم في الجمارك لاستلامها في اليوم التالي عند ابحارهم الى بيروت

اول ما قام به وافل بعد وصوله للفندق هو حلق شعره ليبعد عنه شبهة الاوروبي

تغلب وافل على عائق اللغة بادعائه انه من زنجبار التي يتكلهم اهلها االلغة السواحيلية ولا يحسنون اللغة العربية

وعندما يقابل احد من زنجبار، يدعي انه ولد في مسقط و ان لغته هي العربية

استقل وافل سفينة متجهة الى بور سعيد حيث قضى فيها يوما و منها الى القدس التي كانت واقعة تحت سيطرة الدولة العثمانية

خضع وافل "للكرنتينة" وهو حجر صحي، و ادفع دولار رشوة لتجاوز الحجر الصحي

كان وافل خائفا لان السلطات التركية تدقق في دخول الاجانب الى اراضيها و تطلب منهم وثائقهم الاصلية

فوجئ وافل ببساطة الاجراءات و التفتيش السطحي، ووجدوا انفسهم احرارا يذهبون حيث يريدون داخل الاراضي العثمانية

وصف وافل مدينة دمشق بانها اكثر المدن جمالا و ازدحاما في الشرق كله، اسواقها تمتد لاميال و بها الف مسجد

لم يتحرك وافل الى المدينة الا بعد اشهر، فكان يقوي لغته العربية و يعمق معرفته بشعائر الاسلام و التعود على اللباس العربي

اهم شيء للمسافر الاجنبي المتخفي ان يكون ممثلا قديرا، ان يفتح عينيه جيدا و ان يغلق فمه، و ان يسافر فقيرا معدما

وقد شهد الرحالة في آخر يوم من رمضان شغبا في دمشق في الجامع الاموي الكبير

فقد كان احد (الوهابيين)، و اللفظ للرحالة، يعترض على زيارة المصليين لقبر النبي يحي الذي قيل انه كان مدفونا فيه

اعترض الوهابي على صيغ السلام التي سمعها، فضربه على رأسه عالم من علماء الحجاز، فأمر والي دمشق ان يعتقل العالم

في المساء تجمع حشد كبير امام قصر الحاكم، واقتحم التجمع القصر، وجاء جمع من الجند و اخرج الحشد من داخل القصر

استمرت اعداد الجموع في ازدياد و نشبت معركة بين الفريقين وفي منتصف الليل امر الحاكم باطلاق سراح العالم فحمله الجموع منتصرين

كانت الرحلة الى المدينة المنورة قاسية على الاغنياء و الفقراء سواسية و كانت الرحلة تستغرق ٤٠ يوما عن طريق القافلة

تجهز وافل بالاحرام و خمية و حصيرة و صحون و ادوات طبخ، وترك ماله عند تاجر في دمشق مقابل شيكين لوكيله في المدينة

تاخر سفر وافل بسبب عدم وجود مكان في القطار، الذي تم تشغيله بين دمشق و المدينة عام ١٩٠٨

تواردت انباء عن ثورة قام بها البدو فترة العيد و تؤثر على طريق السفر. تكلف تذكرة السفر الى المدينة ٣ جنيهات استرلينية

كانت العربة التي ساتقلها وافل في غاية الفوضى و الازدحام بالعفش و الركاب ولا متسف فيها لاي شيء

احضر وافل معه تموينه من المأكولات ولكن بسبب جو القطار المغبر، لم يستطع وافل تناول اي شيء

لم يستطع وافل النوم في القطار و داهمته الملاريا في ثاني ليلة في القطار، فافسح له الركاب مكان داخل المقطورة ليتمدد فيه

قدم له المسافرون ما لذ و طاب من طعام و فاكهة، و عرفانا منه، قدم لهم وابورا يمكن عمل الشاي فيه في دقائق

بعد ثلاثة ايام من السفر في القطار، وصل الى المدينة المنورة. كان هنام مظهر من مظاهر التوتر و اطلاق النار حول المدينة المنورة

كانت البدو غاضبين من القطار الذي افقدهم مصدر دخل مهم ذلك لانه اثر على نمط المواصلات و التنقل من الجمال الى القطار

كما تغير العثمانيون في تعاملهم مع شيوخ عشائر البدو على طريق الحج، فتوقفوا عن دفع المعونات التي كانوا يقدمونها لحفظ الطريق

لم يكن هذا القرار حكيما و توترت العلاقة بين قيادة العثمانيين في المدينة المنورة و قادة بنو علي في اطراف المدينة

اندلع القتال بين الفريقين و انهزم الجند النظامي العثماني الذي اضطر الى التحصن داخل اسوار المدينة، و جاءت النجدة من تركيا و الشام

استنجد بنو علي بالاعراب ضد العثمانيين مؤكدين انهم لن يتعرضوا للحجاج بسوء و ان مشكلتهم فقط مع الحكومة العثمانية

عند وصول وافل الى المدينة، كانت الحكومة قد حشدت اكثر من ١٠ آلاف جندي و ٢٠ مدفعية بينما حشد البدو ٢٠ الفا خارج الاسوار

قدر الرحالة عدد سكان المدينة ذلك الوقت ب ٣٠ الفا ينحصر مصدر رزقهم على خدمة الحجاج. فكانوا يعملون ٣ اشهر ولا شيء باقي السنة

الاغنياء من اهل المدينة يملكون المنازل و يؤجرونها للحجاج و الشباب فيها يعملون كمرشدين و اصحاب الدكاكين في البيع و الشراء

كانت مهمة المرشدين العناية بالحجاج و مرافقتهم في الزيارة و الطواف و كان بين المرشدين تنافس شديد في لفوز بالاثرياء من الحجاج

كان ينتجع على ذلك عراك بينهم، لذا تم نخصيص عدد حجاج كل بلد لكل منهم و جعلت لهم نظام للفصل بين خلافاتهم

كان على كل مرشد تعلم لغة حجاجه و عاداتهم و العمل على تقديم خدمات مرضية لهم

استأجر وافل حمالا للعفش و سار من محطة القطار الى بوابة السور الكبير و استأجر منزلا بجنيهين استرلينيين من رقيق حبشي

وصف وافل المسجد النبوي و حركة المصلين داخله و القبر النبوي الشريف و بناءه و الستائر على جدرانه و قبري ابي بكر و عمر

وصف ايضا الروضة و المحراب و الاماكن التي يطلب اليه النفل فيها، و عرفه مرشده بمعالم المسجد النبوي مقابر جنيه

كان يتعرض لاسئلة داخل المسجد عن اصله منهم من قال انه من فارس او، البصرة و كان يرد بانه درويش سائح لى وجه الارض

نصحه دليله ان يلبس لباس اهل المدينة ليتفادى الاسئلة، فكان يصلي في المسجد و بعدها يتجول مستكشفا

بعد ٣ اسابيع ازدحمت المدينة بالحجاج، فكان يقضي معظم الوقت في المسجد يتظاهر بالقراءة و يراقب الناس

كان عدد الحجاج يزداد كل يوم و يأتي حجاج جدد من الهند، جاوة، تركيا، اليابان، الصين، الملايو، بلوشستان و غيرهم

كان يسأل ان كان يستطيع دخول القبر الشريف، و ذلك ممكن فقط للاشراف من ذرية فاطمة الزهراء، و الاغوات الذين يخدمون القبر

سأل ما مصير من يدخل الى المدينة من غير المسلمين متخفيا، فقالوا له انه يقتل، والصحيح ان السلطات كانت فقط تخرجه من المدينة

لفت نظر وافل وجود بضائع اوروبية تباع في المدينة و اعلانات لشوكولاته و بسكويت صناعة انجليزية

بعد اسبوعين من مقامه في المدينة، تجددت الاشتباكات بين العثمانيين و البدو و كانت اصوات الطلقات تسمع في كل مكان

وبسبب حدة القتال، اضطر بعض الحجاج الى مغادرة المدينة بينما التزم الباقي منازلهم الى ان وصلت المناوشات الى اسوار المدينة

بعد ثلاثة اسابيع هدأت الحالة الحربية بعد ان مفاوضات بين الطرفين وبدأ الرحالة في التفكير بالسفر الى مكة

جهز ثلاث جمال و تحرك في قافلة من ٥٠٠ جمل في الصباح بعد فترة من الفوضى و انتظار تحميل الجمال

كانت حراسة القافلة جيدة بالاضافة الى ان الحجاج انفسهم يحملون اسلحة

تلقى وافل نصائع من صديق تعرف عليه في الرحلة وهو ان يضع عفشه وسط خيمته و ان ينام و عينيه مفتوحة و يده على السلاح

سمع وافل عن قافلة كانت متوجه الى ينبع اضطرت لاخد طريق مغاير بسبب اللصوص

عبرت قافلة وافلوسط البدو المعارضين للحكومة دون ان تتعرض لاي اذى رغم ان اصوات القتال كانت تسمع على اسوار المدينة

توقفت القافلة بعد منتصف الليل و كان الجو اقرب للتجمد، كان الجمالة يتجاهول البرد و يضحكون و يسمرون دون الشعور بالتعب

تحركت القافلة في الصباح التالي و تحول الجو من زمهرير البرد الى لهيب الحر، كانت القافلة تتعرض لاطلاق النار بين حين و آخر

في اليوم الخامس من الرحلة، وصلت القافلة الى ينبع بعد منتصف الليل، وبحث وافل عن سكن ملائم له ولصديقه

لم تعجبه ينبع، كانت قذرة و الماء فيها قليل، وفي صباح اليوم التالي بحث عن سفينة تقلهم الى جدة، واستقلوا سفينة يونانية

وصلت السفينة الى جدة في اليوم التالي بعد ان احرم الرحالة مع الحجاج بعد ان حاذوا ميناء الجحفة

ولانها قادمة من ارض عثمانية، لم يتطلب ذلك تفتيشا او اجراءات الجوازات. استأجر وافل غرفة بمطبخ له ولزميله

لاحظ وافل ان صاحب المطعم الذي تناول عنده الطعام مسيحي و ان في جدة عدد لا باس به من المسيحيين و اليهود

الماء في جدة نادر حالها كحال ينبع و تتفشى فيها الاوبئة و الامراض من كل نوع

توجه الرحالة الى مكة و توقف في بحرة ثم واصل مع القوافل التي تملأ الطريق من جدة الى مكة .. وقال وافل: "..

"لم نعد نسمع طلقات الرصاص، ولا رفع اصوات ولا غناء. الحجاج خاشعون و من الصعب ادراك شعور المسلم الحقيقي وهو يقترب من مكة"

بعد دخول حدود الحرم، بدأ الحجاج يلبون ولما دخل الى مكة تنفس الصعداء وهو يتجاوز صف المطوفين الذين يسألون الحجاج عن اسمائهم

 قضى وافل زمنا يتوجه للكعبة خمس مرات في اليوم وها هي امامه وهو على وشك معرفة اسرارها

اختار منطقة يسكنها الاثرياء العرب للسكن فيها لانه لا يتوقع ان ينزل فيها حجاج من زنجبار حتى لا يفتضح امره

استأجر منزلا بسبع جنيهات في الشهر مع الخدم، وكان صاحب المنزل كريما معه

اعد له صاحب المنزل الطعام و تناولوه على الطريقة الاوروبية بالشوك و الملاعق، و توجه بعدها مع عبدالواحد الى الحرم للطواف

كان انطباعه عن المشهد غير عادي ن مشهدا مهيبا و فريدا لا مثيل له في الكون و تأثيره خارق

بدأ وافل يعدد معالم المسجد الحرام و بناءه و بواباته الثماني عشر ووصف الصفا و المروة و عاد بعدها الى منزله متعبا و رجلاه متورمتان

كان عدد سكان مكة ٧٠ الفا و في ذروة الحج يصل العدد الى نصف مليون، كانت شوارعها واسعه و نظيفة و اسواقها مسقوفة

كانت اغلب البضائع مستوردة و كان الحجاج يحضرون بضائع من بلدنهم لبيعها

كان نظام الحكومة في مكة غريبا، كانت تحت السيادة العثمانية ولكنها كانت تحت حكم شريف مكة الذي كان يرى نفسه مستقلا

كان هناك مسجد آخر عدا المسجد الحرام في مكة، وصف وافل مناخ مكة و نظام شرب سكانها و مقاهيها و غير ذلك

تعرف وافل على زمزمي في الحرم و كان اعزبا وهذا غير مألوف. دعاه الزمزمي الى منزله للشاري مرارا في منزله المطل على الحرم

انصرف وافل في بقية ايامه لزيارة معالم مكة الشهيرة ومنها مقبرة المعلاة و مكان مولد الني صلى الله عليه وسلم ومكان مولد الخليفة علي

وزار دار السيدة خديجة ام المؤمنين الذي نزل اليه عدة درج لزيارة غرفه الثلاث، و تعذر  عليه زيارة مسجد ابي قبيس لصعوبة الوصول اليه

ونقل ايضا في كتابه الى ان اسفل المسجد الحرام - البدروم - مخصص للجن المؤمنين

تحدث وافب عن جريدة الحجاز المكونة من ٤ صفحات، ٢ بالتركية و ٢ بالعربية. و اشار ايضا الى عدم وجود بنك في الحجاز لانها محرمة

شهد وافل وصول المحمل الذي يحمل الكسوة الجديدة من مصر و التي تكلف اكثر من ٣٦٠٠ جنيه استرليني

شهد تغيير كسوة الكعبة و بدأ الاستعداد لشعائر الحج وسط مخاوف من انتشار لوباء الذي كان منتشرا في الحج الماضي

استأجر ٣ جمال و حمير و خيمة و خادما اضافيا. ووصف مسيرة الحج بدءا من يوم التروية في منى

سدت قوافل الجمال الشارع امام منزله ومر في الظهيرة المحمل السوري معه الجنود و فرقة موسيقية

بعده جاء موكب الشريف حسين شريف مكة و بعده المحمل المصري ترافقه فرقة تركية

اتسم السير في شوارع مكة بالبطء الشديد، سرعان ما تحول الى مشي سريع و سلس بعد الخروج من مكة الى منى

قال وافل في كتابه: " من العدل الاعتراف بعدم قدرتي على وصف مشهد النفرة، لكن مما يقرب الصورة تصور تحرك نصف مليون حاج ..

.. نصف مليون حاج نصفهم راكبون على مسافة ٩ اميال و زئير الجموع يشبه انفلاق البحر فيما يغطي الغبار الافق ..

.. عندما وصلنا الى عرفات كان المشهد ما يزال غريبا وقد امتلاء صعيد عرفات بالحجاج و الخيام واصوات التلبية تشق عنان السماء

.. جبل عرفات شكله الهرمي وعلى سفحه مجرى الماء الذي يسقي مكة. كان ترتيب خيامنا جيدا وكلنا في احسن حالاتنا النفسية ..

.. تصوت المكان الذي يعج اليوم بالحركة وكان بالامس خاليا و سيكون كذلك غدا ..

حتى ان احدا لن يجرؤ على المجيء اليه في غير هذا اليوم لان الامن منعدم" .. الى هنا انتهى كلامه

سمع صوت ٦٣ طلقة ايذانا بموعد الصلاة، اسفل الجبل كان هناك حوض يستحم فيه الحجاج ماؤها وسخ. آلاف الفقراء يبحثون عن ظل

لم يستغرب وافل من انتشار الأوبئة في مثل هذه الاجواء بل ان الكوليرا عندما تنتشر هنا ان تترك احدا من هذه الجموع حيا

كما اكد اشاعة ان الشيعة من حجاج ذلك العام خالفوا السلطات المكية في تحديد رؤية الهلال و لم يقتنعوا ان ذلك اليوم هو يوم عرفة

نتيجة لذلك، تخلف الحجاج الشيعة في عرفات الى اليوم التالي

نفر الرحالة مع الحجاج الى مزدلفة و منها الى منى و كان الزحام حول العقبة شديدا مما تطلب منه ساعة للرمي

تحدث وافل عن ذبح الاضاحي في المخيمات مما يثير ذلك من خطر الكوليرا كما حدث في حج العام الماضي

لهذا خصصت السلطات في مكة مكانا لذبح الاضاحي خارج منى و يعاقب من يخالف ذلك

توجه وافل مع رفاقه الى مكة يون النحر لطواف الافاضة بعد التحلل ووجد صعوبة في الحصول على ماء للاستحمام

كان ظهره يؤلمه بسبب الشمس و كاد رأسه ان ينفجر من الالم، وعاد بعدها الى منى ووصل عندما كانت طلقات المدفع تعلن وقت العشاء

في ليلتهم الاولى بمنى وبسبب النوم العميق، تعرضوا للسرقة وكان داخل الحقيبة ٥ جنيهات و نسخة مذهبة من القرآن الكريم

كان عجب الرحالة من جرأة السارق الذي اقتحم خيمة فيها ثلاث رجال مسلحين و يسرقهم، وكان ليفقد حياته لو استيقظ لان ليس لديه سلاح

يوم العيد كان احتفاليا في منى حيث كان هناك استعراض كبير شارك فيه شريف مكة و كبار شخصيات حج ذلك العام

تلقى وافل التهاني داخل خيمته من معارفه بتمام الحج و بحمله لقب الحاج علي

رفع العلم الاحمر فوق الكرنتينة بمنى و الذي يعني سلامة الحج من الاوبئة، ولو تغير لون العلم للاصفر فيعني ظهور وباء الكوليرا

بعد انتهاء ايام التشريق عاد الى مكة و قد انتهى الحج بالنسبة لهم ولم يستطع مغادرة مكة لان الطريق غير آمن

كان قد تم استدعاء حامية الطريق الى المشاعر المقدسة و ترك الطريق بدون امن، وزاد الطين بلة ان كافأ الشريف رجال الامن بالراحة لايام

بعد ستة ايام من المكوث في مكة، غادر الى جدة مع رفاقه، و منها كل حسب وجهته، كان وافل يشعر بالارتياح لاكمال المهمة بنجاح

اوقفه الجنود الاتراك بعد بحرة بسبب اوامر بعدم السفر ليلا خوفا على حياة المسافرين من اللصوص

بعد ان وصل الى جدة، اكتشف ان ما تبقى لديه من نقود لا يكفي لايصاله هو ورفاقه في رحلة العودة

اتفق هو ورفاقه ان يأخذ كل منهم اتجاهه، فسافر عبدالواحد الى بلاد فارس، وخادمه الى ممباسا ووافل الى القاهرة

اختتم وافل رحلته بنصيحة للاوروبي الذي يرغب الدخول الى مكة ان يفعل ذلك في موسم الحج و ان ينتحل شخصية مسلم

ونصح بعدم الاختلاط بمواطنيه من نفس الجنسية وان لا يستخدم من يستأجره مرتين وان لا يسمح لمطوفه بدخول مسكنه

ونصح بتعلم العربية و شعائر الاسلام عندها يمكن من اراد ان يحج متخفيا و دون مخاطر …….. انتهى